مشاريع البطريركية

البطريرك العبسي في حفل تخريج طلاب المدرسة البطريركية

ممنوع ان يتوقف اي طالب عن تحصيل علمه لاسباب مالية
ترأس بطريرك انطاكية وسائرالمشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب المدرسة البطريركية في الربوة بحضور كهنة الدائرة البطريركية والقيم البطريركي العام الأستاذ انطوان شار ومدير المدرسة الأستاذ ليون كلزي ولجنة الأهل والطاقم التعليمي اضافة الى عدد من اهالي الطلاب. والجدير ان الاحتفال جرى مع احترام معايير التباعد الاجتماعي والسلامة العامة .
العبسي
والقى العبسي كلمة بالمناسبة شدد خلالها على ثابتة اكيدة وهي انه ممنوع ان يتوقف اي طالب عن تحصيله العلمي لاسباب مالية او لعجز عن تسديد اقساطه المدرسية وقال : ان كوكبة جديدة من الطلاب تقرر اليوم مستقبلها الاكاديمي والعلمي والمهني بعد نجاحها في المرحلة التعليمية . وان هذا النجاح لم يأت من الفراغ ، بل نتيجة حتمية لسهر طويل وتعب ودرس كما هو في الوقت عينه تضافر جهود بين افراد الهيئة التعليمية والاهل والطلاب والجهاز العامل في المدرسة كل بحسب مسؤولياته وواجباته ولن ننسى في هذا السياق سهر الطلاب والتزامهم .
اضاف : النجاح العلمي هو مدخل للنجاح في الحياة . وهناك الكثير ممن ينجحوا في العلم ويفشلوا في الحياة وهذا ما لا نريده لكم . فسر النجاح في الحياة هو حب الحياة التي هي هبة من الله تعالى . وحب الحياة لا بد منه بالرغم من مصاعبها ومشاكلها . وعليكم التسلح بالرجاء وهذا ما حصل هذا العام فلو لم يكن عندكم هذا الرجاء لما تمكنتم من تجاوز هذه السنة الصعبة .
وتابع : كما تعرفون ان المدرسة البطريركية في لبنان لديها شقيقات في دمشق والقاهرة . وكلها خرجت العديد من الشخصيات والفاعليات الاجتماعية والسياسية والعسكرية على مدى اكثر من مئة عام وهو عمر المدرسة البطريركية وهي ما زالت مستمرة على الوتيرة نفسها تقدم النجاح تلو النجاح .
وختم قائلا : كل واحد منا ينتمي الى مدرسته والى اهله وعائلته وجماعته والى بلده ولكن هذا لايعني بالطبع الانكماش ولا التقوقع ، فالذي ينكمش على نفسه لا يستطيع التقديم . ونحن في المدرسة البطريركية نؤكد على الانفتاح وعلى التعايش وعلى نبذ الطائفية والحكم على انسانية الانسان وليس على شيء آخر . فالاوطان لا تبنى بالحقد والبغيضة بل بالمحبة والايمان ، وهي عادة ما يبنيها ابناؤها بالجهد والاحترام المتبادل ومعرفة الحقوق والواجبات . واكرر ان الانفتاح هو سر النجاح .
كلزي
بدوره اشار رئيس المدرسة البطريريكة في الربوة الاستاذ ليون أنطوان كلزي الى إنه من علامات الرجاء في أيّامنا هذه أن نتداعى لنختلس من الزمن ضمّة من الأويقات نتلاقى فيها على تباعدنا، لنواكب أبناءنا الخرّيجين وهم يضعون نقطة الختام في سفر حياتهم المدرسيّة.
فهذا العام بما حفل به من أحداث وجريات أبى إلاّ أن يكون لنا جميعًا مدرسة من نوع خارق، جعلتنا رغم أنف تشوّفنا والتهائنا بالقشور وتعلّقنا بالشكليّات السطحيّة واحتفائنا بالفخامة والترف المملوئين خواءً وفراغًا، نوقن أنّنا كثيرًا ما اهممنا بأمور كثيرة لكنّما الحاجة إلى واحد !
فتلاحق الأزمات من الحراك والاحتجاج والثورة، إلى أزمة النقد والغلاء وارتفاع الأسعار وتدهور سعر العملة، بالإضافة إلى كورونا وتسلسل فصولها التي لم تبرح تتوالى… كلّها محطات قادتنا إلى خيارات مفصليّة لا مكان للفتور فيها ولا التسويف أو الإنكار . وقد اخترنا كجماعة تربويّة الرجاء بدلاُ من القنوط والاستلام ؛
لقد اخترنا الإصرار على البقاء لخدمة رسالتنا التربويّة والدخول في عصر التكنولوجيا الرقميّة وأن نكون عائلة متضامنة متراصة.
هذه الخيارات التي بلورتها الأحداث والتحدّيات، لم تكن لتغيب عن وعيكم أيّها الخرّيجون، إذ رصدتم بدقّة التحولات التي أملت على جميع مكوّنات الأسرة التربوية في مدرستنا البطريركيّة الانكباب على ابتكار الترتيبات لمواكبة التطوّرات والانخراط فيها بفعالية .
فإنجاز الانتقال إلى التعلم الافتراضيّ كان لافتًا من حيث سرعته وجودته والتعامل مع الأزمات المتلاحقة بما يمليه مقتضى الحال من سرعة في التشخيص والارتقاب والاستباق والتواصل والتنسيق والتشبيك والتوفيق والتسويات …سهّل لنا جميعًا سبل الانتقال إلى حسن الختام بأقلّ الأضرار.
وختم : نحن نريد أن تبقى مدارسنا الكاثوليكيّة شاهدة للحقّ والخير والجمال وحضارة الحياة، لا متواطئة من حيث تدري أو لا تدري على إعادة إنتاج ديناميّات وآليّات مجتمعيّة تكرّر منطق المحاصصة والطائفيّة والزبائنيّة والمحسوبيّة على حساب الصالح العامّ.
زر الذهاب إلى الأعلى