أخبار البطريركية

المثلّث الرحمة المطران بولس البرخش

نبذة عن حياة المثلّث الرحمة المطران بولس البرخش (1932-2021)
ميتروبوليت بصرى وحوران وجبل العرب سابقًا
ولد المطران بولس برخش في جون بلبنان سنة 1932. دخل الإكليريكيّة البولسيّة بحريصا – لبنان سنة 1944 حيث حصّل دروسه الابتدائيّة والثانويّة ثمّ الجامعيّة في الفلسفة واللاهوت في الإكليريكيّة الكبرى في حريصا. وسيم كاهنًا في 14 أيلول 1960.
من خلال خدمته الكهنوتيّة عمل في مختلف رسالات الجمعيّة البولسيّة ولكن بشكل خاصّ في حوران. عاد بعدها إلى الدير الرئيسيّ حيث وقعت عليه مسؤوليّة معلّم الابتداء وتنشئة الكهنة المرسلين للجمعيّة وأصبح من ثمّ بعد مدبّرًا في مجلسها العام.
سيم مطرانًا على أبرشيّة بصرى وحوران وجبل العرب في 3 تمّوز 1983 في كنيسة القديس بولس – حريصا بوضع يد غبطة البطريرك مكسيموس الخامس ولفيف من المطارنة.
عمل المطران بولس في أبرشيّته عمل الأب الحاضن لأبنائه والحاضر معهم دائمًا في أفراحهم وأتراحهم حتّى عرف جميع أبناء أبرشيّته بالاسم، مؤمّنًا لهم الرعاية على رغم شحّ الموارد والإمكانيّات، واضعًا اتّكاله على الله الذي يدبّر كلّ شيء حبًّا للبشر.
أحبّ المطران بولس الأرض وتعلّق بها وتميّز بتكريس قسمٍ يوميٍّ من وقته يقضيه في استصلاح الأرض بعد أن يكون قد أنهى واجباته الرعويّة وأتمّ فرض الصلاة، عائشًا الحياة التي كان معظم أبنائه يعيشونها.
قام المطران بولس خلال فترة أسقفيّته ببناء عدّة كنائس: القدّيسة ريتا في خبب، سيّدة البشارة في شقرا، القدّيس نيقولاوس في إزرع، القديس جاورجيوس في الدويرة، الصليب المقدّس في تعارة، يوحنّا المعمدان في المجدل وقزما ودميانوس في الرضيمة الشرقيّة. كما قام بالإضافة إلى هذا بترميم أربع عشرة كنيسة في الأبرشيّة. وقد بنى إلى جوار معظم هذه الكنائس سكنًا للكهنة تسهيلًا لخدمتهم لكي يوفّر حياة كريمة لهم وحرصًا منه على تأمين كاهنٍ لكلّ رعيّة.
اهتمّ المطران بولس اهتمامًا كبيرًا في تأمين التعليم المسيحيّ لأبناء الأبرشيّة فبنى ثمانية عشر مركزًا للتعليم في مختلف قرى الأبرشيّة. كما بنى اثنتين وعشرين صالة بجانب الكنائس مخصّصة لخدمة الرعايا. لم يكل المطران بولس قبل أن بنى ديرًا لراهبات البزنسون في خبب وآخر لراهبات سيدة المعونة الدائمة في السويداء.
لم يهمل المطران بولس المشاريع التنمويّة في الأبرشيّة فعمل على شراء العقارات واستصلاح الأراضي وتطويرها وتشجير مساحات واسعة بالكرمة والزيتون. وبعد إنجاز أكثر من مئة وخمسين مشروعًا في الأبرشيّة، تركها المطران بولس عام 2013 وكان قد بلغ السنّ القانونيّة وتوجّه إلى دير القديس بولس في حريصا حيث قضى الفترة الأخيرة من حياته يعيش يومه بالصلاة والتأمّل ملتزمًا قواعد الحياة التي للجمعيّة البولسيّة إلى أن رقد على رجاء القيامة في عشيّة الرابع من شباط 2021.
أحبّ المثلّث الرحمة الكنيسة وأبناءها محبّة الخادم الأمين. وعرف بتجرّده واستقامته ونزاهته والتزامه الكهنوتيّ وحبّه للفقير وبساطة عيشه وحبّه للصلاة وطاعته. فتدعونا الكنيسة لنرفع الصلاة لأجل راحة نفسه في النعيم السماويّ الذي للآب حيث لا تزول لذّة المشاهدين بهاء الملكوت ولا ينقطع ترنيم المعيّدين لربّ المجد.
فليكن ذكره مؤبّدًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى